فن البناء من الطوب في إيران

صناعة الطوب في الثقافة الإيرانية

تعتبر صناعة الطوب عادة قديمة لأهالي القرى الإيرانية يعود تاريخها إلى عدة سنين. جاء شرح “صناعة الطوب” في معجم “دهخدا” الفارسي كمايلي :

هي وضع قطعة من الطين في قالب، وإخراجها منه وتعريضها للشمس حتى تجف، حيث تستعمل لبناء البيوت.

تسربت صناعة الطوب حتى في الثقافة والأدب في إيران، حيث يقول سعدي الذي يعتبر من أكبر شعراء إيران المشهورين في القرن السابع للهجرة الشمسية حيث يقول :

إذا صنعوا الطوب من تراب جسدي من وفاءك  ……  سيبقى وفاءك ومحبتك في فؤادي دوماً

ویقول فی مکان آخر :

ینصحني من يريدون نفعي ……. ألا جدوى من “صناعة الطوب في البحر”

حیث أشار سعدي إلى المثل “صناعة الطوب في البحر” الذي يُقصد به العمل الذي لاجدوى منه.

طريقة إعداد الطوب واستعمالاته :

عندما لم تكن مواد البناء العصرية كالقرميد المسلح، والآجر، والجدران مسبقة الصنع، كان الطوب هو المادة الأساسية في البناء خاصة في المناطق الرئيسية و الجافة في إيران.

یتکون الطوب من خلط الطين مع القش الناتج عن أعواد القمح الجاف مع المياه، وبهذا يتم خلط الطين مع القش أولاً ومن ثم تضاف المياه. وبعد مرور ۲۴ ساعة على الأقل، يتم دلك هذا الخليط باليد أو الرجلين بحيث يتم الحصول على نوع من المعجون، يسكب المعجون الناتج عادة في قوالب خشبية بطول وعرض ۳۰ وسماكة ۷ سم، وبعد أن تجف في الشمس يتم الحصول على مكعبات من الطوب الجاف والذي يستخدم في البناء.

تهدف إضافة القش إلى زيادة مقاومة الطوب، لأنه من دون استخدام القش، سيتشقق الطوب في مرحلة التجفيف ولن يكون صالحاً للاستخدام.

 

تبدو صناعة الطوب عملية سهلة، لكن هذا العمل البسيط في الحقيقة هو أفضل استخدام مواد في متناول اليد. تبديل الطين إلى طوب يسهم في مقاومة البناء، وكذلك القيام بتصاميم معمارية وفنية أجمل. إضافة إلى ذلك، فإن استخدام الطوب في البناء يسمح بزيادة الارتفاع حتى طابقين أو حتى ثلاثة طوابق. من المزايا الأخرى للطوب، سهولة نقله وانخفاض تكاليفه.

بُنيت الكثير من المباني القديمة في إيران في القرون الماضية من الطوب، حيث أن أبرزها تلك الأبنية التاريخية الموجودة في مدينة يزد وأشهرها قلعة بم التاريخية في مدينة بم، والتي يعود عمرها إلى أكثر من ألفي سنة. للأسف تضررت قلعة بم بشكل كبير خلال زلزال عام ۲۰۰۳٫

من بین المباني الأخرى التي يشكل الطوب مادة رئيسية فيها، قلعة ميشيجان التاريخية. هذا البناء الذي يعود إلى العصر القاجاري، بني ضمن طابقين وارتفاع عشرة أمتار على أرض ثمانية الأضلاع ومنتظمة. حيث بنيت الجدارن المحيطة بها والمبنى الرئيسي من الطوب. يصل قطر بعض الجدران إلى مترين، وهو ما كان يشكل عازلاً للحرارة والبرودة، حيث تبقى الغرف دافئة شتاءً و باردة صيفاً، من خلال استهلاك قليل من الطاقة.

لحسن الحظ فإن هذا المبنى الجميل الذي تضرر كثيراً عبر السنوات الماضية، جاري ترميمه منذ شهر آب/ أغسطس ۲۰۱۵ وسيعاد افتتاحه أمام الزوار خلال عام ۲۰۱۷٫

 

 

الکاتب : علي محمد بناهي

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.